السید الجلیل خلف بن مطلب بن حیدر الموسوی المشعشعی الحویزی حاکم الحویزة کان عالما فاضلا محققا جلیل القدر شاعرا أدیبا من المعاصرین لشیخنا البهائی. وفی ریاض العلماء: السید الجلیل المولى خلف ابن السید عبد المطلب بن حیدر بن المحسن بن محمد الملقب بالمهدی الموسوی الحسینی المشعشعی الحویزی الحاکم بالحویزة الفاضل العالم الشاعر المعروف بالمولى خلف وکان له میل إلى التصوف وهو جد ولاة الحویزة المعروفین بالموالی وولده السید علی خان أیضا من العلماء والأکابر اه. ووالده السید عبد المطلب کان من أکابر فضلاء عصره وبامره کتب الشیخ حسن بن محمد الاسترآبادی شرحا على فصول الخواجة نصیر الدین. وفی الطلیعة کان فاضلا وصنف کتبا مفیدة وکان أدیبا شاعرا واجتمع بالشیخ البهائی فی فارس وبالمیرزا محمد الاسترآبادی صاحب کتاب الرجال فی الحجاز وأضر فی آخر عمره. وقال ولده السید علی خان فی رسالته المتقدم إلیها الإشارة: کان زاهدا مرتاضا یأکل الجشب ویلبس الخشن مع أنه کان والیا اقتداء بسیرة آبائه ع وکانت عبادته یضرب بها المثل حتى أنه لما کان بصره سالما کان أکثر لیالی الجمع یختم بها القرآن ولا تفوته النوافل وکان کثیر الصیام لم یفته ذلک فی سنة من السنین الا انه کان تارة یصوم رجب ویفطر فی شعبان أیاما ومع ما کان علیه من الزهد والتقوى کانت شجاعته تضرب بها الأمثال وأیامه فیها مشهورة ومواقفه معلومة ولولا خوف الإطالة لعددناها وکان ذا عزم وشدة على هجوم النوائب ونزول الحوادث ویتلقاها بالعزم الشدید الذی تمید له الجبال ولا یمید ولو عدت مناقبه ومفاخره ومآثره لکانت کتابا مفردا ولکنا اقتصرنا على ما أوردناه هاهنا:
أولئک آبائی فجئنی بمثلهم * إذا جمعتنا یا جریر المجامع
وفی مسودة الکتاب ولا أدری الآن من أین نقلته ما صورته: السید خلف بن مطلب المشعشعی ولد ونشأ عند أخواله بنی تمیم حتى بلغ خمس عشرة سنة وطلبه أبوه إلى الدورق فاقرأه العلوم على الشیخ عبد اللطیف ابن أبی جامع العاملی فبلغ فی المدة القلیلة ما لم یبلغه غیره فی المدة الطویلة ومصنفاته وتفاسیره تدل على ذلک مع أنه کان متصلا بخدمة أخیه السید مبارک وحضر جملة من مواقعه ومغازیه وأبلى فی بعضها بلاء حسنا وظهرت منه شجاعة عظیمة وکان ذلک من أقوى الأسباب لقلع عینیه فبعد هذا بمدة بعد رجوع أخیه مبارک إلى ولایة الحویزة قلع عینی أخیه خلف فی سنة 1013 وتوفی السید مطلب ولم تطل أیام السید مبارک فانتقل السید خلف بعیاله إلى خلف آباد فعمرها وحفر نهرها وسمیت باسمه بعد أن طلب من امام قلى خان ان یستأذن الشاه فی ذلک فاذن له وکان یصف لهم المواقع ویأمرهم بحفر الأنهار فتأتی حسب المرام ولما حفروا کلانتریة شوشتر لمقرهم المعروف إلى الآن بالکلانتریة صرفوا علیه أموالا عظیمة فلم یتم امره فاتوا إلیه ومعهم هدیة وقال لو أعلمتمونی من أول الامر لأرحتکم ثم أرشدهم إلى کیفیة حفره ووصف لهم المواقع فجرى النهر بدون تعب وبقی معمورا إلى الآن فسجلوا له نصفه ملکا واتوه بالهدیة فقبل الهدیة ورد القبالة وقال انما أرشدتکم لوجه الله. وذکره الفاضل النوری فی کتابه دار السلام فیما یتعلق بالرؤیا والمنام ووصفه بالسید الجلیل والعالم النبیل صاحب التصانیف الکثیرة الرائقة. اما انه کان حاکم الحویزة فقد صرح به صاحب الریاض کما مر وبعض المعاصرین والظاهر أنه کان حاکما فی بعض مدنها لان الحاکم العام أولا کان أباه وولی بعد أبیه اخوه مبارک ثم سمله وانتقل هو إلى بلاد فارس
